خديجة آل يوسف - صحيفة خليج الديرة
رابط المقال
الناقد والروائي الأستاذ محمد عبد الكريم الحميدي: جائزة القطيف للإنجاز هي وجه المنطقة المشرق.
قال إن ما حدث في سنة 2013 كان فاتحة للكثير من التغيرات في مسيرته
أكد ابن القديح الناقد والروائي الأستاذ محمد عبد الكريم الحميدي المسافر في فضاء الأدب بين حروف الشعر وكلمات النصوص ونصوص الروايات، الحائز على خمس جوائز في مسيرته الأدبية، اثنتين منها في مبادرة جائزة القطيف للإنجاز في مجالي الرواية والقراءة النقدية عام 2017م، والذي عُيّن مؤخراً ليكون حكماً في جائزة القطيف للإنجاز في دورتها الثامنة في مجال الأدب القصة القصيرة جداً والشعر النثري أكد أن جائزة القطيف للإنجاز هي حافز قوي لمواصلة الإبداع والإنجاز في المملكة.
وقال في حديثه الخاص لـ خليج الديرة أن قيمة الجائزة بما تحمل من تشجيع للمجتمع. وهذا ما يشاهده في حاضر المملكة، إذ أقرت العديد من الجوائز وفي مختلف المجالات بهدف تسريع عملية التحول الثقافي والحضاري، حيث لوزارة الثقافة وهيئة الترفيه حضور لافت فيها لتكون بالقرب من الأجيال الصاعدة، مؤكداً أن هذا ما استخدمته جائزة القطيف في بداياتها، فقد انطلقت واعتمدت على موقعها على الشبكة للإعلان عن نفسها، مع نشر ذلك في الصحف الإلكترونية المتوفرة وعن طريق الصحافة الإلكترونية تعرف شخصيا على الجائزة واطلع على شروطها وقرر المشاركة في دورتها السادسة، تحدوه رغبة الفوز، وهو ما تحقق بفضل الله، وحصل على جائزتين، إحداهما في النقد والأخرى في الرواية: ليكون أول متسابق يسجل هذا الإنجاز.
أعماله الفائزة
وباعتزاز كبير يتحدث الحميدي عن أعماله التي شارك بها في المبادرة، ويقول: بأن الفوز بالجوائز يسبقه جهد كبير وعمل منظم، ففي عام 2013م حصلت على شهادة الماجستير في الأدب العربي والنقد الأدبي من جامعة المدينة العالمية بماليزيا التي أعتبرها فاتحة للكثير من التغيرات الهائلة والكبرى في مسيرتي، حيث بدأت في الكتابة النقدية عبر مقاربة الأعمال الهامة على المستوى الثقافي العربي القديم والحديث، فالقديم كمقامات الحريري والحديث كديوان أغاني الحياة للشابي. وهذان العملان هما ما تدور حوله أطروحة الماجستير التي جاءت تحت عنوان (السياق والأنساق "ما السياق؟ ما النسق؟، وبعد الانتهاء من الماجستير اتجهت لمقاربة المنتج المحلي، وبدأت في قراءته وتطبيق المنهجية السياقية عليه، فتكونت لدي حصيلة من الكتابات كـ(خارج الزمن “دراسة في الخطاب، وهذا التوجه النقدي لم يُنسني الكتابة الإبداعية، فنشرت رواية (صمت)، ثم رواية (الشهداء كائنات الضوء لا تموت التي تناولت حادثة تفجير مسجد الإمام علي بالقديح، وهذه الأعمال الأربعة هي ما شاركت به في المسابقة وحققت بتوفيق الله المركز الأول في المجالين.”
تطور وتطوير
وحول شعوره إزاء ترشحه للانضمام للجنة التحكيم في جائزة القطيف للإنجاز، يشيد الأستاذ محمد أولا بأهمية استحداث جائزة القطيف للإنجاز، وحقيقة أنها تنتمي لكل الوطن وإن اختصت بالمنطقة الشرقية، مؤكداً أهمية المحافظة عليها ودعمها، فهي وجه المنطقة المشرق، الذي يعبر عن تطورها الحضاري والثقافي واستمرارها على وتيرة واحدة السنوات عديدة يصيبها بالتكلس والجمود فتحتاج لضخ دماء جديدة لها رؤيتها التي تتوافق مع كل مرحلة من مراحل تاريخها، وهذا بالتحديد ما يدفع إلى التنويع في المرشحين للتحكيم؛ لكونهم يمتلكون رؤية مختلفة عن السابق، تعمل على تجديد دماء الجائزة.
وأكمل الروائي الحميدي" بقوله: "في الفترة التي تلت فوزي بالجائزتين واصلت مسيرتي عبر عقد ندوات وإلقاء محاضرات والمشاركة في أمسيات وفعاليات عبر المنتديات والملتقيات، يضاف لذلك مشاركتي في تأسيس ملتقى سدرة الثقافي، واستمرار كتاباتي في الصحافة الورقية والإلكترونية، وهو ما أتاح لي فرصة عرض قراءاتي النقدية على جمهور المثقفين والمهتمين في المملكة، وهنا حدث اختيار المنظمين لى لأترشح كأحد المحكمين في جائزة القطيف للإنجاز. "
التحديات
يذكر الأستاذ " الحميدي" أن الترشح للجنة التحكيم يفرض على المرء أن يكون في موقع التكليف والتشريف معاً، فمن ناحية عليه أن يستشعر المكانة والتقدير الذي توليه الجائزة والمجتمع لشخصه، ومن ناحية ثانية تلقي بثقل المهمة على عاتقه وأنه ينبغي أن يتحمل مسؤولية مسابقة لمنطقة كاملة بتنوع الكتاب وكثرتهم وتفاوت مستوياتهم.
ويكمل قائلا: “جائزة القطيف منذ نشأتها تسير على هذا الطريق، إذ لا تحابي ولا تجامل، حيث اختطت لنفسها مساراً أعطاها قيمة وأهمية، فالمشاركة فيها لا تعني حتمية الفوز بجائزتها، حيث يمكن للمتسابقين المشاركة، لكن إذا رأت لجنة التحكيم حجب الجائزة لعدم أهلية المشاركات فمن حقها ذلك، وهو إن حدث فإنما يدل على قوة وعمق ودقة التقييم، فالأولوية للجانب الفني الإبداعي وليس لشيء آخر، وهذا أصعب ما يواجهنا كمحكمين في المسابقات أن نتجرد من مشاعرنا ونمنح الجائزة لمن يستحقها بعيداً عن الأسماء."
وأكد الحميدي على ماهية استيفاء شروط المشاركة، مشيراً إلى أن الشروط تنقسم إلى خاصة بالنوع وعامة بالعمل، وهناك ما يتعلق بالشروط التنظيمية، فأمور الجائزة تخضع للجنة التي ستبدي رأيها في أهلية المشاركة أو عدم أهليتها، وقال: " من أجل تجاوز بعض المشكلات المتكررة التي يتساءل حولها المتسابقون أو الراغبون في الترشح، يمكن عمل دورات تعريفية بأنظمة وقوانين الجائزة، مع نبذة عن تاريخها وأبرز شروطها العامة والخاصة، وهذا الأمر معمول به في الدورات السابقة ولا مانع من استمراره في النسخة الحالية."
التبني للمبدعين
وفي لفتة رائعة من الأستاذ محمد الحميدي حول تبني المبدعين في جائزة القطيف للإنجاز، فيقول: لا تكتمل المسابقات إلا بوجود رعاة، وإلا ضاعت الجائزة وذهبت أدراج الرياح، فالطبيب الذي يشارك ويقدم حلولاً علاجية لأحد الأمراض ينتظر من وطنه ومجتمعه التكريم والحفاوة ونشر العلاج، وهذا الشعور نفسه يصيب الأدباء تجاه كتاباتهم التي تحتاج لرعاية واهتمام ونشر على المستوى المحلي والخارجي، خصوصا أننا نعيش في ظل ازدهار الثقافة، فمن السهولة بمكان إيجاد راع يتولى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة؛ من أجل أن يتعرف المجتمع على مبدعيه. ويمكن الاسترشاد بمسابقات تعتمد نفس الآلية في التعامل مع المشاركات الفائزة كجائزة السرد الأدبي التي تنظمها مكتبة جرير، حيث تتولى طباعة ونشر الأعمال الفائزة، ومثلها جائزة سعاد الصباح في دولة الكويت الشقيقة التي تطبع الأعمال الفائزة وتسوقها، هنا أقترح على لجنة الجائزة أن تتعاقد مع إحدى دور النشر الوطنية وهي كثيرة - على طباعة الأعمال الفائزة بالمراكز الأولى، إما بتحمل تكاليف الطباعة أو بالمشاركة فيها، ففي النهاية ستكون العملية تسويق للمبدع والجائزة ودار النشر والفائدة للوطن والمجتمع والتراث الذي ستتم المحافظة عليه ونشره.”
وفي كلمة أخيرة ختم فيها الروائي الحميدي حديثه الممتع لخليج الديرة، يقول: إن الأمم الراقية والمتمدنة تهتم بمبدعيها وتتبنى إنتاجاتهم وتعمل على تكريمهم، وهي مسؤولية يتشاركها المجتمع والمبدع على حدٍ سواء، حيث المجتمع يعمل على تقدير مبدعيه ومتميزيه ونشر أعمالهم وإنجازاتهم، بينما المبدعون يحافظون على إبداعهم ويستمرون فيه محاولين التغلب على الصعوبات التي تواجههم، فحين يكون لدينا مبدع مثابر ومجتمع مهتم وواع يمكن التأكد أن حاضرنا ومستقبلنا مشرق، وهو ما تسعى إليه جائزة القطيف للإنجاز.
المسافر في فضاء الأدب
أن الأستاذ محمد الحميدي مولود في القديح وهو أب لطفلين، ويعمل في قطاع التعليم من 2002م ولايزال على رأس العمل وحاصل على شهادة الثانوية العامة 1997م، بكالوريوس لغة عربية من جامعة الملك فيصل بالأحساء .2002م. ماجستير في الأدب العربي والنقد الأدبي من جامعة المدينة العالمية (ميديو) بماليزيا 2013م. وهو كاتب مقالات أدبية ونقدية في صحف ومجلات ورقية وإلكترونية داخل وخارج المملكة. وحصل على العديد من الجوائز وهي جائزة النقد الأدبي في مسابقة نادي المنطقة الشرقية الأدبي. جائزة القطيف للإنجاز فرع الرواية جائزة القطيف للإنجاز فرع القراءة النقدية، والمركز الثاني تم حجب المركز الأول في مسابقة الكساء الأدبية التي يقيمها ملتقى ابن المقرب الدورة الثالثة، والمركز الأول في جائزة الإبداع للشباب العربي من باث أربيا.
إبداع متواصل
(السياق والأنساق "ما السياق؟ ما النَسق؟". كان هذا التساؤل هو باكورة إصداراته، ثم ذهب خارج الزمن - معزوفة عشق يتناول فيها دراسة في الخطاب، بعدها أراد العروج وهو يلقي نضا شعريا حتى وصل إلى محطة للـ " التحولات في التنظير والتطبيق النقدي. ووقف عندها يروي رواية "صمت، قبل أن يزيل الحطام" في نصوص -غزة تنتصر. حينها ظهر "الشهداء" وتحدث عنهم في رواية واصفًا إياهم - كائنات الضوء لا تموت ثم ينعطف ليقف على صراع الأنساق الثقافية الجذور والمآلات وكيف يؤثر الإنسان في بيئته وكيف تؤثر فيه، وينتقل منها إلى إطار فلسفى بحس درامى ليروي لنا فلسفة الكلمات في عنوان "أتوضأ نصرى وأنهزم"، ليقر بعد هذه الرحلة الطويلة بأن "القصيدة عبور في الزمن"، وصولا لنهاية رحلاته و"هي رحلة المعنى من العدم”.